تعليم

يقول لنا الكتاب المقدس إن أحد القادة الدينيين طرح على يسوع سؤالًا مهمًا. اقرأ لوقا ١٠: ٢٥ب-٢٨:

"يَامُعَلِّمُ، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟" فَقَالَ لَهُ: "مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي النَّامُوسِ. كَيْفَ تَقْرَأُ؟" فَأَجَابَ وَقَالَ: "تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَقَرِيبَكَ مِثْلَ نَفْسِكَ". فَقَالَ لَهُ: "بِالصَّوَابِ أَجَبْتَ. اِفْعَلْ هذَا فَتَحْيَا".

يوضح هذا النص الكتابي أن الوصايا العشر تنقسم إلى قسمَين رئيسيَين: محبة الله ومحبة الآخرين. في المرَّة السابقة، تكلَّمنا عن الوصايا الأربع الأولى المتعلقة بمحبة الله. اليوم، سنتكلَّم عن الوصايا الست الأخيرة المتعلقة بمحبة الآخرين.

أعطِ الأطفال نموذج كتاب الوصايا العشر المصغَّر، وأقلام رصاص، ومقصَّات. اطلب منهم قصّ الصفحات، وترتيبها، ثم ربطها معًا بواسطة الدباسة أو مشبك الأوراق النحاسي. يجب على الأطفال كتابة أسماءهم على الكتيبات، حيث أنك ستجمعها وترُدّها إليهم ليستعملوها في الدرس الثالث.

تحدِّي التلمذة / تطبيق عملي

كانت الحقيقة العظيمة للدرس السابق: "سأحِبّ الله". ذكرنا أن الوصايا الأربع الأولى بين الوصايا العشر تتعلق بمحبتنا لله. ويتمثَّل التحدِّي الخاص بهذه الدروس الثلاثة في تعلُّم الوصايا العشر كلها. لقد بدأنا بحفظ الوصايا الأربع الأولى. هل يمكن لأحدكم أن يعلنها بدون أن ينظر إلى المُلصق؟ امنح الأطفال فرصة للمحاولة.

فلنستعمل نماذج النشاط اليدوي الخاصة بنا لنقرأ هذه الوصايا الأربع الأولى بصوت عالٍ معًا.

١. لا يكن لك آلهة سواي. ٢. لا تصنع لك تمثالًا منحوتًا. ٣. لا تحلف باسم الرب إلهك  باطلًا. ٤. اذكر يوم السبت وقدِّسه لي.

يتمثَّل تحدِّي المرَّة القادمة في تعلُّم الوصايا ٥ حتى ١٠. الحقيقة العظيمة لدرس اليوم هي: "سأحِبّ الآخرين". دعونا نرى كيف أن الوصايا الست الأخيرة من وصايا الله تعلِّمنا أن نحب الآخرين.

اطلب من الأطفال فتح كتيباتهم على كل وصية، وقراءتها بصوت عالٍ، والتحدث عن كيفية إعادة صياغتها بطريقة إيجابية، ومناقشة معناها. فيما يلي بعض الاقتراحات.

٥. أكرم أباك وأمك.

اقرأ خروج ٢٠: ١٢:

"أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ لِكَيْ تَطُولَ أَيَّامُكَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ.

ماذا يعني الإكرام؟ الاحترام، والطاعة، والتقدير، إلخ.

ما هي بعض الطرق التي يمكن أن نُكرم بها والدينا؟

اقرأ أفسس ٦: ١-٣:

أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، أَطِيعُوا وَالِدِيكُمْ فِي الرَّبِّ لأَنَّ هذَا حَقٌّ. "أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ"، الَّتِي هِيَ أَوَّلُ وَصِيَّةٍ بِوَعْدٍ، "لِكَيْ يَكُونَ لَكُمْ خَيْرٌ، وَتَكُونُوا طِوَالَ الأَعْمَارِ عَلَى الأَرْضِ".

إن إكرامنا لوالدينا يأتي بنعمة الله وبركته على حياتنا!

٦. لا تقتل.

يقدِّر الله قيمة الحياة، وهو يريد منَّا أن نحترم عطية الحياة التي منحها للجميع. لقد خلق الله جميع الناس على صورته، ويجب علينا أن نحب كلٌّ منَّا الآخر كما نحب أنفسنا. قد لا نقتل جسديًا، لكننا أحيانًا قد نحقد على شخص ما ونتمنى له الأذى. وقد تكلَّم يوحنا، تلميذ يسوع، عن هذا الأمر. اقرأ رسالة يوحنا الأولى ٣: ١٥-١٦:

كُلُّ مَنْ يُبْغِضُ أَخَاهُ فَهُوَ قَاتِلُ نَفْسٍ، وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ كُلَّ قَاتِلِ نَفْسٍ لَيْسَ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ ثَابِتَةٌ فِيهِ. بِهذَا قَدْ عَرَفْنَا الْمَحَبَّةَ: أَنَّ ذَاكَ وَضَعَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، فَنَحْنُ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَضَعَ نُفُوسَنَا لأَجْلِ الإِخْوَةِ.

٧. لا تزْنِ‌.

هذا يعني أنه يجب أن يبقى كل منَّا مخلصًا لشريك حياته. حين يتزوج رجل وامرأة، فإنهما يقطعان عهودًا خاصة، ويَعِدان بأن يحب كل منهما الآخر، وأن يكرمه، وأن يبقى مخلصًا له. يريد الله لشعبه أن يحفظ هذه العهود، حتى عندما يكون الأمر صعبًا.

نقاش اختياري للأطفال الأكبر سنًا 

اقرأ وناقش رسالة بطرس الأولى ٢: ١١ب:

أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، أَطْلُبُ إِلَيْكُمْ (...) أَنْ تَمْتَنِعُواعَنِ الشَّهَوَاتِ الْجَسَدِيَّةِ الَّتِي تُحَارِبُ النَّفْسَ.

اقرأ وناقش كورنثوس الأولى ٦: ١٧، ١٩:

وَأَمَّا مَنِ الْتَصَقَ بِالرَّبِّ فَهُوَ رُوحٌ وَاحِدٌ. أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ جَسَدَكُمْ هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ الْقُدُسِ الَّذِي فِيكُمُ، الَّذِي لَكُمْ مِنَ اللهِ، وَأَنَّكُمْ لَسْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ؟

٨. لا تسرق.

لا تأخذوا إلا ما هو لكم. لا يريد الله منَّا أن نأخذ من الآخرين. اقرأ رسالة أفسس ٤: ٢٨: 

لاَ يَسْرِقِ السَّارِقُ فِي مَا بَعْدُ، بَلْ بِالْحَرِيِّ يَتْعَبُ عَامِلاً الصَّالِحَ بِيَدَيْهِ، لِيَكُونَ لَهُ أَنْ يُعْطِيَ مَنْ لَهُ احْتِيَاجٌ.

٩.  لا تكذب.

اقرأ خروج ٢٠: ١٦:

"لاَ تَشْهَدْ عَلَى قَرِيبِكَ شَهَادَةَ زُورٍ".

قولوا الحقيقة. شهادة الزور تعني قول كلام غير صحيح عن شخص ما، أي الكذب. يقول لنا إنجيل يوحنا ٨: ٤٤ إن الشيطان كذاب وأبو الكذب. كذب الشيطان على حواء في جنة عدن وخدعها وجعلها تعصى أوامر الله. وسيحاول الشيطان أن يخدعنا نحن أيضًا وأن يدفعنا إلى عصيان قوانين الله! ما هو عكس الكذب؟ الحق. 

في يوحنا ١٤: ٦ قال يسوع،

"أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ".

حين نسلك في الحق، الذي هو يسوع، فإننا نُظهر محبتنا للآخرين ولله!

١٠. لا تشتهِ ما لغيرك.

اقرأ خروج ٢٠: ١٧:

"لاَ تَشْتَهِ بَيْتَ قَرِيبِكَ. لاَ تَشْتَهِ امْرَأَةَ قَرِيبِكَ، وَلاَ عَبْدَهُ، وَلاَ أَمَتَهُ، وَلاَ ثَوْرَهُ، وَلاَحِمَارَهُ، وَلاَ شَيْئًا مِمَّا لِقَرِيبِكَ".

كونوا راضين بما عندكم. تعني الشهوة أن ترغبوا بطريقة خاطئة في الحصول على ما يملكه شخص آخر. كما تعني أنكم تشتاقون وتستحوذ عليكم فكرة الحصول على هذا الشيء. اقرأ عبرانيين ١٣: ٥:  

لِتَكُنْ سِيرَتُكُمْ خَالِيَةً مِنْ مَحَبَّةِ الْمَالِ. كُونُوا مُكْتَفِينَ بِمَا عِنْدَكُمْ، لأَنَّهُ قَالَ:"لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ".

يريد الله منَّا أن نشكره على ما لدينا وعلى مَن هويتنا فيه. لا يريدنا الله أن نحسد الآخرين على ما يملكونه، بل أن نُثبِّت أنظارنا عليه، وهو سيسدد احتياجاتنا.

اجمع نماذج النشاط اليدوي لكي تستعملها في الدرس الثالث. قُم بتشجيع الأطفال على الاستعانة بعَجَلات الوصايا العشر في البيت ليتعلَّموا الوصايا الست الأخيرة المتعلقة بمحبة الآخرين. سيكون لديهم فرصة قولها غيبًا في المرَّة المقبلة.

نقاش اختياري إذا كان الوقت يسمح بذلك

اليوم، يقول البعض إن الوصايا العشر كانت موجَّهة لشعب العهد القديم فقط وإنه لا يجب علينا أن نطيعها فيما بعد. هذا غير صحيح.

اقرأ متى ٥: ١٧: قال يسوع،

"لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ".

قام يسوع بعمل لم ولن يتمكن أحد من إنجازه: لقد أطاع وصايا الله كلها تمامًا. لم يخالف أبدًا أية وصية! وبهذه الطريقة تمم الناموس. ثم مات ليحمل عقاب كل المرَّات التي نكسر فيها وصايا الله. وبدلًا من أن نُدان على خطايانا، ننال الغفران حين نثق بيسوع. كما ننال عونًا من الروح القدس. اقرأ غلاطية ٥: ١٣-١٤:

"فَإِنَّكُمْ إِنَّمَا دُعِيتُمْ لِلْحُرِّيَّةِ أَيُّهَا الإِخْوَةُ. غَيْرَ أَنَّهُ لاَ تُصَيِّرُوا الْحُرِّيَّةَ فُرْصَةً لِلْجَسَدِ، بَلْ بِالْمَحَبَّةِ اخْدِمُوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. لأَنَّ كُلَّ النَّامُوسِ فِي كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ يُكْمَلُ: "تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ".

عندما نحب الله، نكرمه ونحترم وصاياه. ومحبتنا للآخرين هي أيضًا إحدى الطرق لكي نُظهِر لله مدى محبتنا له.